نشرة ارشادية صادرة عن الوحدة العلاجية التابعة لمركز فلسطين للصدمة النفسية

مشروع التدخل السريع لرعاية ضحايا الحرب على قطاع غزة

نشرة إرشادية

يتعرض العديد من الأطفال لأحداث صادمة في أثناء مسار طفولتهم، وليس من الضروري أن يكون التعرض مباشراً لكي يؤثر على طفلك. ففي حالات كثيرة يمكن أن تكون مشاهدة تقرير تلفزيوني قد يسبب لهم أعراضا صادمة في فترة ما بعد الحدث وقد يشعر الأطفال بأنهم مستضعفون ومعرضون للخطر في عالم لا يفهمونه تماماً وقد تشمل عواقب مثل هذا التعرض الخوف والكوابيس والسلوك الانتكاسي مثل التبول بالفراش عند أطفال كانوا قد تدّربوا على استعمال المرحاض ، وزيادة السلوك العدواني، وقد تعتمد طريقة رد فعل الطفل على حدث صادم على عدد من العوامل منها: السن ، والشخصية وشدة وقرب الحدث الصادم ومستوى الدعم الذي يتلقاه الطفل من العائلة والأصدقاء وانتم أيها الوالدين أهم مورد لأطفالكم أثناء وبعد التعرض للصدمة، حيث أن أطفالكم يشعرون بما تشعرون به، وإن إظهاركم لهذا الشعور لهم ممكن أن يسبب اضطرابات عديدة لهم، ولهذا السبب فان من المهم أن تبقوا انتم كآباء حسّاسين لالتقاط إشارات الكرب التي يبثها طفلكم لتكونوا عوناً وسنداً له أثناء هذه الفترة العصيبة بوجه خاص.
ونقدم لكم عدداً من الاقتراحات العملية التي ستساعدكم وأطفالكم على مواجهة هذا النوع من الأزمات:

أولاً: كن واعياً لردود فعلك أنت على الحدث : إن الأطفال تكون رد فعلهم على الأحداث بمشاهدة ردود فعل الكبار ذات المعنى حولهم (كالوالدين والمعلمين)، ولهذا حاول قدر الإمكان أن تتصرف بهدوء وسكينة ولكي تفعل هذا فانك قد ترغب في مشاطرة أفكارك ومشاعرك مع أصدقائك أو أفراد عائلتك قبل التحدث مع طفلك.

ثانياً:كرّس اهتماماً أكثر لطفلك : إن الاهتمام الإضافي من جانبك ، وخاصة في الأوضاع العسيرة يعطي لطفلك الفرصة للتعبير عن مشاعره والشعور بالأمان ، فإذا أراد طفلك أن يتحدث عن المشاعر فكن له سنداً ومشجعاً وأظهر له تفهمك وتقبلك لهذه المشاعر عن طريق الشرح بان مشاعر الخوف والغضب والذنب كلها ردود فعل اعتيادية لحدث "غير اعتيادي"

ثالثاً:كن حساساً لمستوى فهم طفلك : وجه المعلومات التي تزود بها طفلك بحيث تتلاءم مع سنّه ومستوى نضجه.. فكثرة المعلومات قد يربك الأطفال الصغار ويسبب لهم مزيداً من الخوف وعدم الاطمئنان غير أن بعض المعلومات الإضافية يمكن غالباً أن تزيل التصورات المغلوطة ومن المهم تشجيع المحادثة لكن إذا لم يظهر الطفل اهتماماً بالحديث فلا تقحمه عليه، وعلى أية حال فان من المهم عدم تقديم معلومات غير صحيحة عن ما حادث

رابعاً:حدّد تعريض طفلك لوسائل الإعلام : تجنب تعريض طفلك للتقارير المصورة والمنقولة مباشرة من مكان الأحداث الصادمة، وهذا الأمر مهم جداً خاصة في المجموعات العمرية لرياض الأطفال والمدارس الابتدائية... وغالباً ما يكون الأهل أنفسهم منهمكين (مستغرقين) في مشاهدتهم للأحداث لدرجة أنهم لا يعون بان أبناءهم يشاهدون التقرير وقد يسبب لهم فيما بعد كوابيس وأفكارا مخيفة.
خامساً:حاول المحافظة على روتين اعتيادي : وزوّد طفلك برسائل مُطمئنة وواقعية عن سلامته وتحدث مع طفلك عن كيفية تجنب الأوضاع الصادمة في المستقبل, لان من شأن هذا الحديث معهم أن يعزز إحساسهم بالسلامة والسيطرة على الوضع ، ثم إن تشجيع العودة الى الروتين اليومي مطمئن جداً للأطفال ويحمل معه رسالة قوية عن السلامة بطريقة غير شفوية لكنها مباشرة.

سادساً:انتبه لوضعك العاطفي أنت : كونك الدعامة الرئيسية التي يعتمد عليها طفلك يحتم عليك أن تعتني بنفسك عناية لائقة وابق على اتصال مع العائلة والأصدقاء وشارك غيرك من الكبار في مشاعرك وخاصة أولئك الذين مرّوا بتجارب مماثلة لما تمر به أنت ,وحاول أن تأكل طعاماً متوازناً ، وخذ قسطاً كافياً من النوم وأضف تمارين بدنية وغيرها من فعاليات التسلية إلى روتين حياتك . ومرة أخرى – لا تتردد في اللجوء إلى طلب مساعدة نفسية مهنية. إما للاستشارة أو للمعالجة إذا بدا لك انك أو ابنك بحاجة إليها.
سابعا:مارس مع طفلك بعض الأنشطة: من المهم ممارسة الأهل مع أطفالهم بعض الأنشطة الترفيهية أثناء الأحداث، وذلك يشعرهم بالأمن والأمان، وكذلك ممارسة بعض أنشطة الرسم مع الأطفال لأن الطفل يستطيع أن يعبر من خلال الرسم جميع المخاوف التي يفكر بها، وبالتالي تفريغ المخاوف والقضاء عليها.



إذا شعرت عزيزي المواطن أنت أو أي فرد من أفراد أسرتك بأي اختلاف في الأداء اليومي لا تترد بالاتصال على مركز فلسطين لرعاية ضحايا الصدمات النفسية

082886804 : Tel

05998881175: Mobile

مركز فلسطين لرعاية ضحايا الصدمات النفسية
غزة – برج الوحدة- عمارة شويخ –الطابق الثالث